الأربعاء، 25 مايو 2011

و يستمر النقد


ملحوظة : هذه المدونة هى استكمال لمدونتى السابقة - لا أحد فوق النقد – و التى أستمر فيها بتوجيه النقد لمواقف عناصر الأمة المختلفة بعد ثورة الخامس و العشريين من يناير

-  النخب : لا أدرى من أسماهم بذلك الاسم و هل كان أوجب عليه أن يجعل التسمية بالكاف بدلا من الخاء , فما يصدر منهم من تصريحات أجده فى معظم الوقت مستفزا و منفصلا عن الشارع المصرى , و كان أبرز ما استفزنى دعوة بعضهم بمد الفترة الانتقالية و تمكين المجلس الأعلى من الحكم لثلاث سنوات و هو ما يعد خروجا على الديمقراطية و رأى الأغلبية التى اختارت نعم فى الاستفتاء طلبا لانتخابات تشريعية و رئاسية فى أقرب وقت ممكن ، و احقاقا للحق فإن الملام هو من طالب بذلك و لا يمكننا أن نوجه أى لوم فى ذلك الشأن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة , أما الحدث الثانى و الذى كان فريدا من نوعه هو ما طالبت به المستشارة تهانى الجبالى من تصويت تمييزى يجعل صوت الأمى يساوى نصف صوت المتعلم فى الانتخابات بحجة أن ذلك سيكون دافعا للتعلم عند الأميين ، ذلك المطلب يعد فريدا من نوعه لأنه ينتج نوعا جديدا من التمييز , فقد سبق و رأينا التمييز نسبة إلى الجنس و العرق و لون البشرة و الفقر و الغنى أما تمييزا يعتمد على التعليم فهو أمر مستحدث ...... أيها السادة الأفاضل من تطالبون بحرمانهم من حقوقهم هم نفسهم من خرجوا طلبا للحرية , هم نفسهم من سالت دماءهم , هم نفسهم من تصدوا للبلطجية , هم نفسهم من خرجوا دفاعا عن الدولة من بطش الخارجين على القانون فى الوقت الذى اختفت فيه الشرطة من الشوارع , كفانا حديثا فى غرف مغلقة و من أبراج عالية , أيها الأفاضل انزلوا إلى الشوارع , حاوروا المواطنين البسطاء ولا تحرموهم من حقوقهم فهذه ثورة جاءت لإعادة الحق لأهله .

الاخوان المسلمون : جميعنا ندرك أنهم التجمع السياسى الأكبر على الساحة السياسية حاليا لسابق عملهم و خبرتهم بالشارع السياسى فيما سبق من أحداث سياسية مرت بها البلاد فى العقود السابقة لكنى اعتب عليهم انغلاقهم عن باقى القوى الحديثة الناشئة فى مصر بعد الثورة , ما اتحدث عنه هنا هو رفض جماعة الاخوان المسلمين الدعوة التى وجهت اليهم لحضور المؤتمر الوطنى و الذى كان تجمعا للقوى السياسية و الفكرية بمختلف ايديولجياتها حتى أن احدى توصيات المؤتمر اشارت الى أنه فى العملية الانتخايية القادمة يفضل عدم التصادم مع الاخوان المسلمين على أن تتوحد كل القوى السياسية ضد أعضاء الحزب الوطنى المنحل , أرفض أن يتصرف الاخوان بمنطق القوى لأن من حوله ضعفاء , فى هذا الوقت عليكم أن تمدوا يد العون و المساعدة لكافة التيارات السياسية المختلفة - حتى و أن اختلفتم معهم فى الايدولوجية – فهذا ليس وقت توزيع الغنائم انما هو وقت البناء من أجل غد أفضل ولا تنسوا أنكم كنتم طرف مشارك فى الثورة مثل غيركم – و أنا هنا لا أنكر دور شباب الاخوان فى الثورة – و لكن الاخوان كثيرا ما تظاهروا و اعتصموا ضد النظام لكنهم لم يستطيعوا وحدهم اسقاطه , فمن اسقط النظام هو الشعب المصرى بأكمله بجميع أطيافه و مكوناته , الواقعة الثانية تتعلق بالدكتور عصام العريان الذى خرج علينا بتصريحاته الغريبة مدعيا أن الاخوان كانوا يخططون للقيام بثورة على النظام القديم و هو استنتساخ لتصريحات كثيرة مشابهة تتحدث عن التخطيط السابق للثورة - مثل تلك التصريحات بأن الجيش كان يخطط لثورة فى حالة اعلان جمال مبارك نجل المخلوع ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية - و كأن مصر بأكملها كانت تخطط للثورة لولا أن ثورة الخامس و العشريين من يناير قد سبقت ذلك كله فاجهضت الكثير من المخططات , كفانا حديثا عما كنا سنفعل ضد نظام سقط , اذا أردتم الحديث فليكن عن بناء النظام من جديد و الا فإن الصمت يكون أفضل .


السلفيون : تيار دينى حصل على الكثير من النقد فى الفترة الماضية , معظم هذا النقد يستحقونه على أخطائهم إلا أن هناك ما نسب اليهم و هم بريئون منه وليس أدل على ذلك من حادثة قطع الأذن التى نسبت اليهم بدون وجه حق , السلفيون هم من خرجوا علينا بأقوالهم أن المظاهرات حرام لأنها خروج على الحاكم و أن هذه فتنة و علينا التزام بيوتنا و غير ذلك من كلام كنا نسمعه فى مهد الثورة و فى أثنائها , وما تلى ذلك بعد الثورة من اعلان البعض عن المشاركة فى الحياة السياسية مخالفة لرأيهم السابق الذى كان يحرم الديمقراطية مرورا بواقعة المدعوة كاميليا شحاتة و ما صاحبها من مظاهرات "عايز أختى" و التى تبين بعد ذلك أنها ليست أختهم ولا حتى قريبتهم , انتهاء بواقعة امبابة التى شاركوا فيها – فأنا على يقين بأن السلفيين استدرجوا الى امبابة كما تستدرج الفريسة الى الفخ و للأسف فكان سقوطهم فى الفخ مؤلما و موجعا و سهلا , كان مؤلما و موجعا للسلفيين فقد أصابهم فى مقتل و أفقدهم الكثير من المتعاطفين معهم و ازعم من المساندين لهم فى الشارع أيضا , و كان سهلا على من نصب الفخ فقد استجابوا أيما استجابة – و التى كانوا يدعون فيها بأنهم يريدون أختهم عبير التى تجعل قصتها أقرب الأقربين منها يتبرأ من معرفته بها , انتهاءا الى صمتهم على ما يصدر من تجاوزات تصدر من بعض المنتسبين إلى ذلك التيار و لو كانوا هم أول من يدين و يندد بتلك التجاوزات لتمكنا من اجتياز الكثير من العقبات فى وقت قياسى , اخوانى السلفيين عليكم أن تخرجوا عن صمتكم على ما يحدث من تجاوزات من بعض المنتسبين اليكم , كونوا فى صدر المنددين بتلك التجاوزات و فى الصفوف الأمامية للمستنكرين لتقطعوا الطريق على من ينوون ببلدنا الشر و لتثبطوا همم من يريدون للفتنة الطائفية الانشار فى بلدنا الحبيب مصر .



- الفنانون : لأ أقصد بالتأكيد أولئك الذين حملوا على عاتقهم مهاجمة الثوار و بذل الغالى و النفيس للتقرب من نظام كان يلفظ أنفاسه الأخيرة و لكنى أعنى أولئك الفنانين الذين خرجوا علينا بادعاءات أنهم تنبأوا و بشروا بتلك الثورة من قبل و أعمالهم تشهد على ذلك ففى تلك الأغنية ندد بقوى الشر و الظلام و فى ذلك الفيلم جسد الشرطى فى صورة الفاسد المرتشى و فى ذلك المسلسل جسد المواطن المطحون , فلتأخذكم بنا رحمة أيتها الجموع و لتكفوا عن سرد و شرح و توضيح أعمالكم الفنية فنحن لا نريد سماع ذلك الذى تقولون من هراء لا يسمن ولا يغنى من جوع , اذا أردتم أن تساعدوا الثورة فقدموا المساعدات لأهالى الضحايا و المصابين و ارسموا لوحاتكم الفنية التى تأرخ تضحيات أبطالنا من الشهداء و المصابين علها تكون سلوى طفل يبكى فقد أباه فتحوله إلى طفل سعيد يفاخر به بين أصحابه و زملائه و جيرانه , و لترسموا بفنكم ما يجعل تضحيات ذلك الجيل نبراسا للقادم من الأجيال تتعلم معانى حب الوطن و التضحية و الوفاء على أيديكم .




- أخيرا الثوار : عودوا كما كنتم فى الميدان يد واحدة متآخية و متحابة تخاف على بعضها البعض , كفانا تعصبا لانتماءاتنا فثورتنا لم تكتمل بعد , ثورتنا مازالت تحتاج لجهودنا أن تتضافر و تتحد من أجل أن تكمل طريق البناء حتى النهاية لنسلم الوطن للقادم بعدنا من أجيال جنة يزيدوها جمالا و بهاء , و لتجعلوا نصب أعينكم جملة - فرق تسد - تلك الجملة التى يعتمد عليها أعداؤكم بالخارج و الداخل حتى يعيدوكم إلى سيرتكم الأولى .




ختاما اتمنى أن يكون نقدى ومضات تلقى على ما مررنا به من أخطاء علنا نتجاوزها فيما هو قادم من مصاعب و تحديات ,  حفظ الله مصرنا الغالية من كل سوء و أعاننا على ما فيه الخير لها و للأمة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق