الاثنين، 23 مايو 2011

لا أحد فوق النقد


قاعدة عليك ان تدركها يا صديقى العزيز اذا كنت تشاركنى حلم التأسيس لعهد جديد تكون فيه مصر أفضل و احسن و من مصاف الدول , و اذا كان الفرد محل النفد فى موقع مسئولية يكون النقد واجبا علينا , هذه المقدمة حتى لا تصدم بما ستقرأه رغم انى لم اكن لأفعل ذلك

سأنقد بالمؤسسة المسؤلة عن شئون البلاد فى الفترة الحالية وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة , و هو المتحكم فى مقادير البلاد حاليا .

اذا كنا نؤسس لعهد جديد فليس علينا ان نتقبل ممارسات كان يقوم بها النظام القديم للتقليل من كرامة المواطن و التى تصل لحد الاهدار ان جاز التعبير .... فليس مقبولا أن تخرج فتيات طلبا لحرية وطنهم و يتعرضن لكشف عذرية ليس الا إهانة لهم و حطا من شأنهم , أهكذا نجازيهم !!! فتيات مصريات على أرض مصرية و الفاعل منتمى للمؤسسة العسكرية المصرية و كل ذلك حدث بعد الثورة , لا أجد ما يصف ذلك من كلمات غير أن الثورة لم تصل الى بعض الأماكن حتى الآن .

لم يكن ذلك الخطأ الأول ولكنه جزأ من الكثير مثل أحداث التاسع من مارس و التاسع من أبريل حيث تم فض الاعتصامات بالقوة و الأخير استشهد فيه " على ماهر " ذلك الشاب المصرى الذى لم يخرج من بيته  الا أملا فى وطنِ أفضل , ثم تأتينا المؤسسة العسكرية ببيان يوضح أن ما حدث كان لوجود عناصر دخيلة – بلطجية – لذلك وجب الفض و أن المسئول عن البلطجية هو ابراهيم كامل الذى كان متهما فى موقعة الجمل و لم يكن قد قبض عليه بعد ، و يتم القبض على المدعو و تتوالى الأيام لنفاجأ بأنه تم تبريئة من تلك التهمه .
 
تلى ذلك أحداث امبابة و احداث شارع عبد العزيز و اللتان شهدتا أعمال عنف و ترويع للآمنين وسط غياب واضح للشرطة و الجيش لمدة ليست بالقصيرة - طويلة يعنى , فنعلل ذلك - ضاحكين على انفسنا - بضعف الأمن فى الفترة الحالية  و نفاجأ بعدها فى أحداث السفارة الصهيونية أن قوات الشرطة مازالت قوية و عتية  , بل و تتعامل بالمنطق القديم أيضا , الشباب هناك طالب بنزول العلم الصهيونى - طبقا لرواية أحد الحضور هناك ان العلم لم يكن واضحا بالصباح و حين أظلمت تعمدوا أن ينيروا حوله  ليكون واضحا مستفزا لجموع المتظاهرين – ليفاجأوا بالضابط هناك يرد عليهم بمنتهى الصلف أن العلم لن ينزل و انما بنطالوناتهم هى من سيفعل , و بعد ذلك تبدأ عملية تحرش بالمتظاهرين من قبل قوات الأمن ينجم عنها اصابات للكثير من المتواجديين - وصل بعضها الى حد الإصابة بطلقات نارية - ثم يعقب ذلك حملة اعتقالت واسعة للمتواجديين فيصل عدد المعتقلين الى ما يزيد عن 160 و تتوالى الاهانات و السباب من الضباط للمتظاهريين حتى أن احدهم قال للمتظاهريين انزلوا على ركبكم – و كأن الشعار استبدل عن ارفع راسك فووق أنت مصرى , و يعقب ذلك محاكمة الشباب أمام محاكمات عسكرية إلى ان انتهى الأمر بالافراج عن المعتقلين بحصولهم على أحكام مع وقف التنفيذ و كان الاتهام هو محاولة اقتحام للسفارة , اذا كنت من المتواجديين هناك ستتأكد أن الاتهام غير معقول , فقد كانت المدرعات تحيط بمدخل السفارة و حولها الكثير من الجنود و يفصل قبل كل ذلك حاجز حديدى يقف خلفه المتظاهرون , علما بأن السفارة فى الطابق الحادى عشر و المصعد مزود بكلمة سر , كل ذلك يجعل من الصعب مجرد محاولة الاقتحام .

هناك أيضا المحاكمات العسكرية للمدنيين و هو ما يخالف القانون الذى يوجب عرض المدنيين على القضاء العادى أمام قاضيهم المختص , و هؤلاء المدنيين ليسوا بلطجية و انما ثوار - مثل عمرو البحيرى - ممن حموا ميدان التحرير بأجسادهم حتى لايتمكن البلطجية التابعين للنظام السابق من اقتحامه , أليس أقل واجب أن يعرضوا على القضاء العادى ليتمكنوا من اثبات براءتهم و يتمتعوا بالحرية التى ناضلوا من أجلها !!!

خرج علينا سيادة اللواء ممدوح شاهين بتلك التصريحات المستفزة - على غرار تصريحات من قال بأن الاستفتاء كان نعم للإسلام – التى قال فيها بأن المجلس يستمد شرعيته من الاستفتاء الذى قال فيه الشعب نعم للمجلس العسكرى , عفوا يا سيادة اللواء فمن قالوا نعم أرادوا التخلص منكم باجراء انتخابات تشريعية و رئاسية فى أقرب فرصة ممكنة أما من قالوا لا فأرادوا رحيلكم و الاتيان بمجلس رئاسى مدنى أى أن الاستفتاء كان على طريقة التخلص منكم و ليس على شرعيتكم .

احزننى ما سمعت من المذيعة بثينة كامل المرشحة للرئاسة على لسان سيادة اللواء إسماعيل عتمان بأن بعض الثوار كانوا يقبضون بالدولار , اذا كان الثوار كذلك حقا فهم خائنون للوطن و مساندة حضراتكم لنا نحن القابضون بالدولار معناه  أنكم خائنون مشاركون فى الخيانة الوطن – أصل الشتيمة بتلف و تلف و ترجع للى قالها

لماذا يتبع المجلس الأعلى السياسة نفسها ازاء أى قضية يواجهها فيبدأ بالنفى ثم الاقرار بأن ذلك قد حدث و لكنه يلقى بالمسئولية على غيره و أخيرا اعتراف منقوص بالمسئولية أو تجاهل الأمر اعتمادا على نعمة النسيان

أخيرا أتمنى أن يكون المجلس أكثر وضوحا و صراحة ازاء ما يواجههمن أزمات أو حتى ضغوط من الخارج لكى نتكاتف فى مواجهتها فنحن لن ننسى لهم موقفهم الشجاع باختيارهم صف الشعب لا صف الرئيس المخلوع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق