الخميس، 30 يونيو 2011

لماذا تصرفت الداخلية هكذا ؟


بداية يجب التأكيد على أن المتسبب الأول فيما حدث  ليلة الثلاثاء و نهار الأربعاء هو الداخلية , فإذا كان حقا أن البعض قد قام باستفزاز عناصر الأمن عند وزارة الداخلية فلا يجوز أبدا لأى فرد كان أن يبرر ما فعلته الداخلية فيما تلا من ساعات بناءً على  ذلك , لأننا هنا لا نتكلم عن صراع بين عائلتين لا تدركان نتيجة أفعالهم و التبعات الناتجة , و لكننا نتحدث عن وزارة كاملة , وزارة وجب عليها أن تكون على مستوى الحدث و على وزير يرأسها محسوب على الثوار و على مجلس وزراء يصنف بأنه قادم من التحرير رغم اعتراضنا على ذلك .

حاولت أن أضع التحليلات لفعل عناصر الأمن التى كانت مبالغة فى القسوة و العنف و التى أسقطت أكثر من 1000 مصاب طبقا للتقارير الرسمية الصادرة من وزارة الصحة  و هذا ما توصلت إليه  :-

1- ربما كان لدى الداخلية معلومات مسبقة عن أحداث اليوم , و الأكيد أن تلك المعلومات مغلوطة بنسبة كبيرة جدا و بعيدة كل البعد عن الحقيقة , و رغم غرابة الاحتمال إلا أنى لم استطع استبعاده من تفكيرى , فليس هناك معلومات أكيدة عن المتسبب فى المصادمات الأولية عند وزارة الداخلية و ما تبعها من مصادمات كان البادئ فيها عناصر الأمن المركزى .
- لا يمكن اغفال مسئولية الداخلية فى عدم التحقق من معلومات مغلوطة مثل هذه و يجب الكشف عنها ان كانت موجودة و الاعلان عن اسم من قدم مثل هذه المعلومات ان وجدت .


2- هل تدار الداخلية بمبدأ الفتوة ؟ لا تستغرب السؤال ، فما حدث يمكن تفسيره طبقا لمبدأ الفتوة و كرامة الحتة ، فبعد المصادمات عند الوزارة ربما كان التصرف على هذا الأساس و كيف أن القيادات ارتأت أنه لا يجوز أن يتم الاعتداء على عناصر الأمن أمام الوزارة ( رمز هيبتهم و قوتهم ) فكان لابد من رد عنيف لإعادة الهيبة ، و أول من يجب اتهامهم هم الثوار لذلك وجب الرد عليهم فى محرابهم و صومعة حريتهم ( ميدان التحرير ) .
- هل يدار أمن الوطن من قبل مجموعة من الفتوات و البلطجية ؟ هل تدار وزارة فى أهمية و ثقل وزارة الداخلية بقرارات مضادة للثورة و من أفراد غير مؤهلين لتحمل مسئولية بهذا الحجم ؟ و أين الوزير العيسوى و الذى يبدو واضحا للجميع عدم قدرته على السيطرة على الوزارة التى تولى مسئوليتها ؟

3- التفسير الثالث و هو الأقرب إلى قلبى و الذى يؤيده الكثيرون هو حالة الكراهية الموجودة تجاه الثوار من قبل قيادات فى الداخلية  ، و أن ما حدث ليس إلا رغبة فى الانتقام من الثوار الذين اطاحوا بالنظام و هيبة جنوده المدافعين عنه ، و الذين إن اكتملت ثورتهم فبالتأكيد ستعرض الكثيرين منهم للمساءلة على أخطاء الماضى و ستفقدهم الكثير من الامتيازات التى يتمتعون بها ، كان ذلك واضحا فى النداءات التى حملت التهديد و الوعيد و السباب للثوار و التى صدرت من مكبر صوت حمله أحد الضباط أثناء مهاجمة الثوار ليلة الثلاثاء فى ميدان التحرير ، كذلك تلك الرقصات الاستفزازية التى صدرت من أحد ضباط الأمن المركزى يوم الأربعاء .

صراحة ما حدث ليس مستغربا بالنسبة لى ، فمنذ قيام الثورة مرورا بالاطاحة بالرئيس السابق ثم رئيس وزرائه و حتى هذه اللحظة لم يتغير المنطق الذى تتعامل به الداخلية مع المواطنين , والقيادات لم تتغير و مازلت فى مناصبها و حصل بعضهم على ترقيات ، و لا توجد برامج حقيقية لإصلاح الشرطة على أرض الواقع ولا مساءلة لقتلة الثوار الذين يتوجهون صباحا إلى المحكمة فيدخلون قفص الاتهام و فور انتهاء الجلسة يفتح باب القفص ليعودوا إلى مكاتبهم لمتابعة أعمالهم .

يا سادة لقد قامت فى مصر ثورة و سيظل الثوار ثائرون طالما لم يلمسوا خطوات اصلاح حقيقية على أرض الواقع ، أصلحوا الداخلية أو حلوها ، أقيموا العدل و القتلة يتم احتجازهم حتى يحكم فى قضايا قتل الثوار ، و أقيلوا القيادات الفاسدة و أبدأوا برامج اصلاح حقيقة لهذه الوزارة المستشرى فيها الفساد .

أخيرا ، حفظ الله مصرنا و أبنائها من كل سوء و حفظ الله ثورتنا و مكتسباتها من أعداء الحرية و العدالة المتربصين بها , دمتم و دامت مصر فى سلام وأمان .
ضابط الداخلية يشتم المتظاهرين بأقذر الألفاظ و يتوعدهم عبر مكبرات الصوت
 ضابط أمن مركزى يستفز المتظاهرين برقصة بذيئة