السبت، 28 مايو 2011

تحليلات من ميدان التحرير يوم 27 مايو


شهد يوم السابع و العشرين دعوات لمليونية جديدة فى تلك الجمعة و استجاب الكثيرون و انتشرت التسميات المختلفة للجمعة مثل جمعة احياء الثورة و الموجة الثانية من الثورة و جمعة الغضب الثانية , ومن قبل ذلك بعدة أيام أعلنت جماعة الاخوان المسلمين عدم المشاركة و لم يكتفوا بذلك بل حرضوا على عدم الخروج .

كنت من المستجيبين لدعوة النزول إلى المليونية لأعود إلى الميدان بعد أن غبت عنه منذ الثامن من فبراير , وصلت مبكرا مع صديقى العزيز محمود رجب و كان انطباعنا الأول هو قلة الأعداد فى ذلك الوقت المبكر و انتشار الباعة الجائلين و عملية تجهيز المنصات التى تتم على قدم و ساق أضف إلى ذلك ارتفاع درجة الحرارة و التى تم التحذير منها حتى لا يصاب الحاضرون بضربات الشمس و الإغماءات , ظللنا نتنقل من ظل إلى ظل حتى صلاة الجمعة و التى وضح فيها زيادة الأعداد مما بشر بمليونية قادمة رغم صعوبة الطقس .
تحول الطقس بعد صلاة الجمعة من طقس شديد الحرارة إلى طقس ربيعى بديع بعد أن ظللتنا السحب و حجبت عنا أشعة الشمس الحارقة و صاحب ذلك الهواء العليل , أخذ الكثيرون يفسرون ذلك بأن الله راضٍ عنا و آخرون بأن ذلك ببركة دماء الشهداء الطاهرة التى سالت على أرض الميدان أثناء أحداث الثورة .
وبعد صلاة الجمعة و ما شهدته من دعاء كثيف و تأثر الحاضرون بالدعاء قمت بجولة فى الميدان لتفقد أحواله فكانت دوائر النقاش الصغيرة هى الغالبة مع ضعف عام فى أداء المنصات , ظللت أطوف بالميدان متنقلا من منصة إلى منصة إلى أن انتهى بى الحال جالسا ناحية كوبرى قصر النيل , حتى تنبهت إلى صوت رامى عصام - مطرب الثورة - على المنصة القريبة , لاحظت أن المتابعين لرامى من مختلف الأعمار كبارا و صغار ، رجالا و نساء و بدا الجميع مستمتعا , و استمر رامى يشدو بأغانيه ذات الاسقاطات البديعة و التى كنا نشعر بأنها تتحدث عما بداخلنا من كلمات تجول فى الصدور , تعاقب الحضور على المنصة مثل عمرو حمزاوى و المستشار زكريا عبد العزيز و الصحفية كريمة الحفناوى و بين كل كلمة يمتعنا رامى بأغنية من أغانيه , زاد المتابعون إلى المنصة حتى استحوذت على قرابة نصف من فى الميدان .

ملاحظاتى :-
1- رغم امتلاء الميدان إلا أنى أرى أن هذه ليست قوتنا الكاملة , فإذا أردت أن ترى الصورة الكاملة فعليك أن تنظر إلى تاريخ  اليوم - 27 مايو - أى فترة الامتحانات ، و التى دفعت الكثير من شباب المدارس و الجامعات - الذين يمثلون نسبة كبيرة من المشاركين فى الثورة - إلى عدم الحضور بسبب المذاكرة و الامتحانات , كذلك ما سبق من عمليات تخوين و حشد ضد عدم النزول و الذى بالتأكيد أثر فى البعض و جعلهم يمتنعون عن النزول إلى الميدان .
2- الاخوان كانوا الخاسر الأكبر فى ذلك اليوم ، فالقوى السياسية أثبتت قدرتها على حشد أعداد كبيرة فى ظل امتناع الاخوان عن المشاركة , و كانت هناك حالة من الغضب العام من الحاضرين تجاه تغيب الاخوان , فهم ينظرون إلى الاخوان بصفتهم شريك فى الثورة لا يصح غيابه , و ان كان الاخوان برروا عدم مشاركتهم بسبب مطالب مجلس رئاسى مدنى و تأجيل الانتخابات و وضع دستور جديد قبل الانتخابات فإنى أرد عليهم بأن الكثيريين مثلى رافضون لهذه المطالب أيضا لكنهم شاركوا فى اليوم ليساندوا بقية المطالب و يعلنوا رفضهم لهذه المطالب الثلاثة .
3- فى رأيى كانت منصة التحالف الاشتراكى من أقل المنصات حضورا للمتابعين و من أصغرها حجما أيضا , و ربما كان سبب انصراف المتابعين عنها استخدامهم لشعارات صعبة و معقدة تجعل من الصعب على الحضور ترديدها , ليست شعارات اشتراكية و لكن شعارات ثورية مثل التى ترددت أثناء الثورة و لكن المشكلة فى الصياغة .
4- كانت اعداد الحضور كبيرة و لم تكن كما صور البعض أن الميدان لم يكن ممتلأ اعتمادا على المقارنة بين صورة الميدان يوم 18 فبراير و يوم 27 مايو , فكيف نقارن جمعة الاحتفال برحيل مبارك حيث كان الشعب مازال يعيش فوران الثورة و نشوة النصر بجمعة تلت ذلك بثلاثة أشهر و نصف بعد أن خمل البعض و قلت حماسة البعض .
5- أرفض أن يصور أحدهم الميدان من ناحية المتحف المصرى ليبدو الميدان قليل الأعداد , و يبدو أن من ألتقط تلك الصور لم يذهب من قبل إلى الميدان , لأن تلك الناحية كانت دائما الأضعف حضورا حتى أثناء الثمانية عشر يوما الأولى من الثورة و هو ما يبرر أن معظم هجمات البلطجية كانت من تلك الناحية .

شئتم ام أبيتم فقد كانت مليونية و قد استمتعنا جميعا بذلك اليوم الجميل .

أخيرا ,أدعو الله أن يحفظ مصرنا من كل سوء و يوفقنا إلى ما فيه خيرها و صلاحها .

هناك 3 تعليقات:

  1. أخي الفاضل
    أحيي فيك غيرتك على الثورة وحرصك على اكتمالها
    أولا كل مطالب يوم 27 مشروعة وملحة ماعدا الثلاثة الذين إعترض عليهم الإخوان بوضوح فى بيانهم وهم (الدستور أولا - تأجيل الإنتخابات - مجلس رئاسي)
    ثانيا معظم من ذهب للتحرير يوم27 هم وطنيون يبغون مصلحة وطنهم
    ثالثا السبب الرئيسي لعدم نزول الكثيرين ومنهم الإخوان هو تخبط الإئتلافات فى إعلان مطالبها والمناداه بمطالب تفرق ولا تجمع
    رابعا كان الهجوم من نصيب الإخوان فقط وبطريقة فى منتهى الاستفزاز وللأسف الكذب
    خامسا هذه الصورة ملتقطة أثناء الصلاة ومن نفس زاوية الصورة الأخرى
    سادسا ليس في مصلحة أحد أن يظل هذا الاستقطاب وتبادل الإتهامات والتشكيك والتحفز الذي لا يؤدي إلا إلى الخراب
    أخيرا رغم عدم نزولي إلا إني فرحت وحزنت: فرحت بوجود روح الثورة وقدرتها على الاستمرار وحزنت لإستمرار التخبط في المطالب وتخوين الخصوم والتحامل على المخافين بصورة أشبه للبلطجة وهذا كله للأسف على قضية بسيطة لا تحتاج لكل هذا الخلاف

    ردحذف
  2. تعليق من م/ محمد كمال
    الثورة مستمرة
    by Mohamed Kamal on Sunday, 29 May 2011 at 21:24
    من وحي مظاهرات الجمعة :
    من لم يميز بين أصحاب الأجندات المصلحية (القليلين جدا) , وبين الوطنيين المخلصين (الكثيرين جدا) الذين تظاهروا الجمعة الماضية فقد أساء إلي المبادئ
    ومن كان إخوانيا وتمني "فشل" مظاهرات الجمعة لإثبات أن موقف الإخوان صحيح فقد أساء إلي الإخوان
    ومن كان إخوانيا وخرج في المظاهرات وانساق إلي تجريح إخوانه فقد أساء إلي "روح الجماعة"
    الإخواني الحقيقي هو الذي تمتلئ روحه بحب الجميع , ويتسع عقله لاجتهادات الجميع ...ويتمني أن يسود الخير ...ولو لم يكن علي يديه,

    ردحذف
  3. أستاذى العزيز/
    أشكرك ع ردك , و قد كنت اتمنى تواجد الاخوان فى ذلك اليوم معلنين رفضهم للمطالب محل الخلاف و مؤكدين على توحدهم مع كل القوى السياسية بمختلف اتجاهها و انتماءاتها , فما نحتاجه فى هذه الأيام هو توحيد الصف و التعاون من أجل العبور بالوطن من هذه المرحلة الحرجة إلى مراحل التقدم و النمو , نحتاج أن نتسامى عنم خلافاتنا من أجل الوطن

    و أبدى اعجابى بما قال م/ محمد كمال ( رغم تحفظى على تعبير "خرج في المظاهرات وانساق إلي تجريح إخوانه فقد أساء إلي "روح الجماعة"" فالمنتمى للجماعة بالتأكيد لن يجرح فيها و انما خرج لأن قرار عدم الخروج لم يقنعه فآثر التواجدفى الميدان بجانب اخوانه من المصريين ) متمنيا أن تسود تلك الروح الجميلة ربوع الوطن

    ردحذف