الجمعة، 26 يوليو 2013

مخطط إجهاض 25 يناير



إجهاض ثورة 25 يناير تم بفعل و مباركة الإخوان ، عملية الإجهاض بدأت فعلياً مع استفتاء التعديلات الدستورية في مارس 2011 ، و انتهت في 30 يونيو 2013 ، اعتقد ان عملية الإجهاض كانت ترتكز على محاور أساسية و هي:-
1- تحييد و عزل الإخوان عن الثورة بصفتهم القوة الأكثر تنظيماً في الشارع
2- تفتيت قوى الثورة و انهاكها بالمعارك الجانبية
3- تحييد الشارع
4- قلب الشارع على الإخوان
5- التمهيد لعودة النظام السابق للمشهد


  •           تحييد و عزل الإخوان عن الثورة

عملية تحييد و عزل الإخوان يمكن تقسيمها لمرحلتين: مرحلة ما قبل مرسي ، و مرحلة مرسي نفسه .. في المرحلة الأولى تم إغراق الإخوان في المعلومات المغلوطة لدفعهم لاتخاذ قرارات خاطئة في حق الثورة و الوطن ، البداية كانت مع استفتاء مارس و دفع الإخوان لتحريك كتلهم التصويتية و قوتهم في الشارع و تأثيرهم على السلفيين للتصويت بنعم و لإدخال الثورة في دوامة الصناديق و إبعاد نظر الشارع عن صراع تطهير مؤسسات الدولة الذي نادت به الثورة ، ثم بعد ذلك استغلال طمعهم و غباءهم لدفعهم نحو الصناديق لاكتساب المقاعد و الذي كان متوقعاً لأنهم أصحاب باع في العمل في الشارع بين الناس عكس القوى الثورية ، و مازاد على ذلك كان تبرع عناصر الإخوان في التصريحات التي تهاجم كل ما له صلة بالثورة في الشارع بعد جلوسهم على الكراسي ... في المرحلة الثانية تركوا مرسي يلف الحبل بيده حول رقبته و رقبة الإخوان ، كان العزل عن الثورة و الشارع معاً ، ففشل الإخوان في إدارة البلاد دفع الثوار للمطالبة باستكمال ثورتهم المنهوبة على أيدي الإخوان الذين حققوا كل المكاسب من ورائها دون رد الجميل للثورة صاحبة الفضل عليهم ، و ما زاد على ذلك كان موقعة الإتحادية ، التي تعدت فيها فصائل الإخوان على جموع المتظاهرين المعارضين للرئيس ، و سالت الدماء على عتبة قصره ، لتكتب بذلك نهاية العلاقة بين الثوار و الإخوان ربما للأبد ، أضف لذلك إغراق الشارع في المشكلات الناجمة عن ضعف مرسي سواء بقراراته الخاطئة أو بمؤامرات (مثل أزمات الأمن المستمرة ، و أزمة الكهرباء ، و أزمة البنزين) واضحة جلية كانت تحدث أمام الأعين على مدار الشهور الأخيرة من حكمه دون أن يراها أو يلاحظها هو و جماعته ، كل ذلك أدي لإبعاد الإخوان عن شارع الثورة ، و جعل عملية إيقاعهم في اخر مراحل الإجهاض تتم على يد الشعب لا أصحاب المصلحة الأصليين
 .

  •   تفتيت قوى الثورة و انهاكها بالمعارك الجانبية

هذا المحور كان الأهم و الأصعب و الأكثر دموية ، فقد تم شغل الثورة بالكثير من المعارك الجانبية التي أنهكتها و عطلتها و أبعدتها عن مسارها الأصلي و مطالبها الرئيسية جزئياً ، عملية التفتيت كان اللاعب الرئيسي فيها هو اشتباكات الشوارع مع الشرطة و الجيش و التي كان يتم اختيارها و دفع الشارع إليها دفعاً ، فبعض المعارك كانت موجهة لإنهاك طرف معين و دفعه لخوض معركته الخاصة ، بعض المعارك نجحت في هدفها جزئياً و البعض كلياً ، و ربما لم ينجح البعض ، أبرز الأمثلة على ذلك: ماسبيرو ، و التي كانت موجهة ضد المسيحيين بالأخص ، و التي كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة للكنيسة على أي تدخل محتمل في اللعبة السياسية أو الثورية في الشارع ، و خط النهاية لأي تعاون مستقبلي محتمل بين المسيحيين من جهة و التيارات السياسية المتأسلمة من جهة أخرى .. محمد محمود ، و التي تمثل الشرخ الأعظم بين الثوار و الإخوان ، فتوقيتها كان يتعارض مع انتخابات مجلس الشعب أو ما عرف أنذاك "بالعرس الديموقراطي" ، في موقعة محمد محمود كانت الشرطة صاحبة اليد العليا في التحكم بوتيرة الأمور ، فالأمر بدأ حين تم الاعتداء بوحشية مبالغ فيها على مجموعة صغيرة معتصمة في ميدان التحرير ، و أثناء الاشتباكات تحكمت الشرطة في الوتيرة أيضاً ، فكانت تضرب أحياناً ، و بقسوة و شدة مبالغ فيها أحياناً ، و تتوقف عن الضرب أحياناً ، تتقدم حتى تصل للميدان أحياناً ، أو تتقهقر داخل شارع محمد محمود أحياناً ، أو تنسحب حتى محيط الوزارة أحياناً أخرى ، و اعتقد أن أعداد الشهداء و المصابين في تلك الموقعة كانت مقصودة لجعل الشرخ غير قابل للإصلاح مرة أخرى ، في ظل تهليل الإخوان لبيانات الشرطة و نفيها لاستعمال الخرطوش ، و الإشاعات عن من في محمد محمود ووصفهم بالبلطجية  .. مجزرة بورسعيد ، موجهة ضد فصيل حمل على كتفه جزء كبير من الاشتباكات مع الداخلية لخبرته في حروب الشوارع و لتنظيمه و لما يتميز به شبابه من صفات تخصهم ، ضد الأولتراس ، كان الهدف دفعهم لمعركتهم الجانبية الخاصة ، بعيداً عن الثورة ، و جعل من مدينة بورسعيد عدواً لهم بدلاً من عدوهم الرئيسي و هو النظام ، و إشغالهم في القضية و الأحكام و حقوق إخوانهم ، و هو ما نجح إلى حد كبير على أرض الواقع ... و غير ذلك من المعارك التي اختارها النظام و دفع الشارع إليها دفعاً من أجل إنهاكه و تفتيته مثل - على سبيل المثال لا الحصر - أحداث مسرح البالون و أحداث مجلس الوزراء ، و أحداث العباسية .. إلخ


  •         تحييد الشارع

تحييد الشارع اعتمد على الآلة الإعلامية التي ظلت طوال العامين و النصف الماضيين تبث الإشاعات و الأخبار المغلوطة المقصودة المستهدف منها تدمير جسر الثقة بين الشارع و الثوار و هو ما نجح إلى حد كبير ، بفضل قوة الآلة الإعلامية و تأثيرها من ناحية ، و بفضل الأداء المزري ممن نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الثورة و الثوار و قوى المعارضة دون استثناء بخطابات منفصلة عن الواقع و عن مطالب الشارع ، الآلة الإعلامية حيدت الشارع عن الكل ، بفضل كميات الأخبار المتضاربة جعلوا الشارع لا يصدق أي شيء ، و تاهت الحقائق بين أطنان الأكاذيب


  •       قلب الشارع على الإخوان

ربما كانت تلك هي المرحلة الأسهل التي راهنوا فيها على ضعف الجماعة ، فوضع البلاد كان يحتاج للكثير من الجهد لجعل المواطنين يشعروا بأي تغيير بسيط في الأحوال ، و هو ما قابله أداء هزيل من الجماعة و استئثار بالسلطة دفع المشاكل للتضخم بدلاً من أن يتم حلها أو على الأقل أن تكون في مرحلة ثبات ، و لم تكتف الجماعة بذلك ، لكن زادت الطين بلة بالتصريحات الغير مسئولة المستفزة للمواطنين ، و التي لم تتوقف عن التبرير إما لأن كل ذلك هو إرث النظام السابق و كأن هذا الإرث مفاجئة ، و إما أن تلك المشاكل لا وجود لها على أرض الواقع و ليست إلا إشاعات يطلقها الإعلام المغرض و أن الأمور كلها على ما يرام ، و إما أن المشكلة موجودة لكن سببها عناصر الفلول التي تنخر في الوطن أملاً في إسقاطه ، سلكوا كل السبل في تصريحاتهم إلا سبيل الصدق و الشفافية و احترام عقول المواطنين ، كانت الأمور قد وصلت لمراحل متقدمة من سخط الشعب ، فتم تأجيجها بأزمات مفتعلة لم يتحرك الرئيس محاولاً حلها أو التصدي لها ، إنما وقف عاجز مكتوف الأيدي ، يخرج بتصريحات من نوعية أن الأزمة في طريقها للحل دون أن يكون هناك طريق من أصله ، و مع عملية شيطنة الإخوان في وسائل الإعلام بات الأمر أسهل من إشعال حقل غارق في البنزين ، احتاج الأمر لشرارة وفرتها 30 يونيو لتحرق الجماعة و تسقطها عن كرسي الحكم


ربما أصبت كبد الحقيقة فيما كتبت ، و ربما اقتربت و لو كثيراً ، و ربما اقتربت و لو قليلاً ، و ربما لم أصب شيئاً ، لكن الأكيد بالنسبة لي أن الثورة و حلم الشعب في "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية" لا يوافق هوى دولة مبارك التي لم تسقط إلى الآن ، و التى تحارب بكل قوة لكي تعود و تجهض ثورة و حلم الشعب .


حفظ الله مصر من كل سوء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق