الجمعة، 5 يوليو 2013

شهادة عن أحداث الزقازيق بالأمس (4 يوليو)




نزلت من بيتي الساعة 8 و نص مساءً على خلفية أخبار الاعتداءات و الاشتباكات المنتشرة في الزقازيق لاتبين الواقع و الحقيقة ، مررت في شوارع القومية و على غير العادة محلاتها كلها مظلم و مغلق رغم أن التوقيت مبكر جداً ، قابلت مجموعة من الأصدقاء عند كبري العبور و هناك سمعنا الرواية الأولى عن "مسيرة للإخوان في كفر الإشارة و عدد النساء فيها كبير ، و أن المسيرة استفزت أهالي الإشارة فاعتدوا عليها" ، ثم سرنا باتجاه كنتاكي على البحر و سألنا مجموعة أخرى فكانت الأقوال متضاربة عمن بدأ لكن الأكيد "أن الطرفين كانا مسلحين" ، أكملنا السير حتى وصلنا إلى جامع "النصر" و الذي احتمى فيه رجال الإخوان و الذي يقع في منتصف المسافة تقريباً بين ستوديو سفنكس و كنتاكي و يتميز بسلالمه المرتفعة ، كانت الحشود تقدر بألفين أو ثلاثة الاف مدججين بأنواع الشوم و السنج المختلفة ، و تحيط بالجامع و في وسط الجموع مدرعة شرطة يعتليها البعض ، لكن لم يكن هناك أي اشتباكات ، توجهنا إلى عمر افندي و في طريقنا رأينا الكل يحمل الشوم و السنج في ظاهرة تذكر باللجان الشعبية مع انتشار لقطع الزجاج الصغيرة المتناثرة – تقديرينا الشخصي أنها زجاج سيارات متكسر – و عند عمر افندي بالتحديد كان الناس يستوقفون السيارات و ينظرون فيمن بداخلها و يتركوها تمر – بدون تفتيش حتى – فأدركنا أنهم يبحثون عن ملتحين للتنكيل بهم – رغم أننا بعد ذلك رأينا ملتحين يعبرون بسياراتهم دون أن يتعرض إليهم أحد مع استمرار الكمين ، و ملتحين يسيرون في الشارع بين المسلحين أيضاً دون أن يتعرض إليهم أحد أيضاً ) ، اتجهنا إلى شارع المكاتب و الذي كان مظلم لاغلاق المحال به هو الاخر رغم ان الوقت مازال مبكراً ثم عدنا إلى عمر افندي حيث سألنا أكثر من فرد عما حدث و عمن بدأ الاشتباكات ، فقال أحدهم "أن الإخوان أتوا بمسيرة سلمية و بدأت معها احتكاكات بينهم و بين الباعة الجائلين في المنطقة ثم تطورت الأمور لتتحول إلى اشتباكات بالطوب و الخرطوش (أدت لتكسير بعض المحلات (في الغالب فرشات بعض الباعة الجائلين و ليس محلات) و تكسير زجاج الكثير من السيارات (و هذا مؤكد) ، بعد ذلك تطورت الاشتباكات نحو كنتاكي حتى انتهى الأمر إلى ما هو عليه باحتماء عناصر الإخوان في الجامع و احتماء نسائهم في البيوت (كما تبين بعد ذلك) ، اتجهنا إلى المحافظة فوجدنا الوضع هادي مع انتشار ملحوظ للشوم بين المتجمهرين هناك .... بعد ساعة عدنا مرة أخري إلى جامع النصر لنتابع تطور الوضع و الذي وجدناه كما هو لم يتغير ... ثم شاهدنا صديق لنا يسير بجانب بعض النساء يبدو من زيهم أنهم تابعون لجماعة الإخوان ، فعرفنا أنهم يقومون بمحاولات لإخراج النساء (كن في المظاهرة و احتمين في بيوت المنطقة) من المنطقة دون أن يعتدي عليهم أحد و هي المحاولات التي نجحت في إخراج الكثيرات منهم تحت تأمين عناصر من الشرطة و الكثير من الشباب و التي أدت لمشادات بين الشباب الحامين للمحاولات و كثير من المتجمهرين حتى لا يتعرض إليهن أحد و هو ما حدث و مر الأمر بسلام  ، بعد رحيل كل من نزلتن من العمارة بسلام (أثناء تواجدنا هناك حتى الثانية عشر مساءً) و رحيلنا مع وصول 4 سيارات حاملات للجند تابعة للجيش و مثلهم من المدرعات و تواجد أكثر من سيارة أمن مركزي مع استمرار الوضع على ما هو عليه من احتماء رجال الإخوان داخل الجامع و انتظار الجموع لهم بالخارج (الرواية الأخيرة التي سمعناها: أن الإخوان تعرضوا للاعتداء في الإشارة ثم توجهوا إلى عمر افندي حيث وصلت رسائل لأصحاب المحال هناك أن الإخوان سيعتدون عليهم فبادروا بإلقاء زجاجات المشروبات الغازية عليهم فرد الإخوان بما يحملون من أسلحة – خراطيش و شوم و طوب حسب تأكيد الكثيرين )


ملحوظات
- كل الروايات السابقة على مسئولية من قالوها و للأسف لم نحضر الواقعة من البداية لنشاهد ما حدث بأعيننا
- الطرفين (أصحاب المحال و الإخوان) كانا يحملان الخراطيش و الشوم و تبادلا إلقاء الطوب
- الشعب مغلول من الإخوان لدرجة تجعل رجلان كبيران في السن لا يستطيعان المشي يحيون من يقفون في الشارع بكافة أنواع الأسلحة ثم يقول أحدهما "إن شاء الله هنضفها منهم"
- عند عمر افندي أول مرة، شاهدنا رجل يقوم بالتحريض على محل أحد الإخوان و يهتف بصوت عالي "محل كذا ال في الحتة الفلانية ده بتاع الإخوان ، عليكم بيه يا رجالة ، المفروض تطلعوا عليه" ، لكن ايضاً كان هذا الرجل يمشي منفرداً يقول جمله دون أن يبدو على الناس من حوله بوادر استجابة لما يقول
- أثناء توجهنا إلى جامع المحافظة أول مرة توقف خلفنا توكتوك بعد ان نده عليه احدهم يعرفه في الشارع و سأله "رايح فين" فأجاب "طالعين طلعة"
- في التجمهر أمام جامع النصر كان هناك (مواطنين يكرهون الإخوان – أهالي مصابين وقعوا على أيدي الإخوان و يريدون الانتقام – بلطجية مأجورين ) أما بقية المناطق فمعظم إن لم يكن كل من كان فيها من أهالي المنطقة
- بعض من أتوا للانتقام من الإخوان أدركوا أن معهم نساء فجلبوا نساء لتشتبك معهم "لأن الراجل ماينفعش يضرب حرمة" .
- تناثرت أقوال عن وقوع/قفز بعض من كانوا في مسيرة التأييد في بحر مويس للنجاة من الاشتباكات و هو ما تأكدنا من صحته
- من عرفتهم من الشباب الذين كانوا يحمون نساء الإخوان كانوا من أبناء ثورة 25 يناير
-  طبقاً لما نشره دكتور طارق البرمبلي العميد الحالي لكلية طب الزقازيق (المنتخب حديثاً) على صفحته الرسمية: لم تستقبل مستشفى الجامعة أي حالات وفاة
- اخر ما وصلني أن  أفراد الإخوان تم إخراجهم من الجامع تحت تأمين الجيش و الشرطة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق